الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية بقلم ناهد خالد الفصل الاول

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

تستمع لحديثه الفظ المثير لأعصابها بشكل يشبه غليان القدر على الڼار وأكملت بحدة به لمحة ندم 
تصدق أنا الي غلطانه غلطانه عشان قبلت أكمل معاك في علاقة مدارية محدش يعرف عنها حاجة عشان يوصل بيا الحال أبقى قاعده وأمك بتظبطلك عروسة دي غلطتي أني موقفتش المهزلة دي من يوم ماقولتلي أنك مش عاوز تتقدملي دلوقتي ..
صمتت قليلا تلتقط أنفاسها وتتذكر ما مر عليهما في السنوات السابقة ...تسع سنوات منذ بدأت علاقتهما وبعد كل هذا يأتي هو بكل بساطة ويقول أنه ليس جاهزا بعد ولا يفكر في الزواج حاليا هل لها أن تنتظر تسع سنوات آخرين كي تتزوجه ! تهدجت أنفاسها وهي تكمل بصوت مخټنق ودموع تهاوت تجري على وجنتيها رغما عنها 
اسمع يا عدي لو مجتش تتقدملي لحد آخر الأسبوع ...
صمتت تلتقط أنفاسها وهي تشعر بصعوبة ما ستقوله عليها كحمل الجبال أغمضت عيناها بقوة تضغط على جفنيها تعتصرهما وشفتيها تنطق 
يبقى تنسى كل الي بينا ومتتعاملش معايا غير إنك ابن صاحبة ماما وبس ...
أغلقت الهاتف فور أنهت حديثها مجهشة في بكاء مرير لم تستطع التوقف ولا منع شهقاتها من الإرتفاع وعقلها يتسائل إن لم يكن ينوي الزواج بها لم علق قلبها به سرابا ! شعرت بيد توضع فوق كتفها لتحاول توقيف بكاءها وهي تلتفت لوالدتها التي طالعتها بحنان موصوم بالشفقة وهي تقول 
محدش يستاهل ټعيطي عشانه .
نفت برأسها بتوتر وهي تجيبها 
مبعيطش عشان حد ... أنا بس ..
جلست سوسن أمامها وهي تقول بهدوء 
متكدبيش يا ريماس أنا عارفة وفاهمة أنك بتحبي عدي ومن زمان كمان بس هو يا حبيبتي عمره ما لمح ليك بحاجة ودي غلطتك أنك علقتي نفسك بيه من غير حتى ما تتأكدي من مشاعره ناحيتك ..
مشاعره ناحيتي !
تسائلت بها بذهول فقد ظنت أن والدتها كشفت أمرها وأمر علاقتهما لكن يبدو أنها تظن أن تلك العلاقة من طرفها هي فقط وهذا أفضل على أي حال فإن علمت والدتها بعلاقتهما بالطبع ردة فعلها لن يحمد عقباه وسيكون حقها ... تنفست الصعداء وهي تستمع لرد والدتها التالي والتي قالت 
ايوه عدي بيعاملك أنك أخته أو صاحبته بحكم الصحوبية الي بيني وبين مامته وعلاقتنا ببعض لكن عمري ما شوفته بيبصلك بصة تانية ولا صدر منه فعل يقول أنه بيحبك .
لو تعلم والدتها كم تقهر قلبها بحديثها هذا بالطبع لم نطقته يبدو أن الجميع يرى الحقيقة التي اختفت عنها الجميع يدرك أنه لا يكن لها أية مشاعر وهي وحدها التي تظن عكس هذا ... ويبقى السؤال أين الحقيقة هل يحبها أم لا .
بصي يا حبيبتي صحيح قلبنا مش بإيدنا بس بإيدنا نقرر مين يمشينا ... قلبنا الي يسحبنا ويمشينا ولا عقلنا .. لو قلبنا الي مشانا هنتنازل عن حاجات كتير كرامتنا و مبادئنا وشوية شوية هنخسر نفسنا ولو عقلنا مشانا يبقى هنبقى زي الإنسان الآلى من غير مشاعر ومن غير إنسانية عشان كدة لازم توازن بين الإتنين وعشان التوازن صعب ولازم حاجة منهم تطغى عن التانية يبقى مفيش مانع العقل يطغي ولو بنسبة قليله على القلب ..
تنهدت بعمق قبل أن تهتف بسؤال مفاجئ 
هو الحب حرام يعني هل ربنا بيعاقبنا على حبنا عشان كده بيوجع قلبنا ويفرقنا عن الي بنحبه هل ده عقاپ على حبنا من الأول 
ربطت سوسن على يدها وهي تقول 
الحب عمره ماكان حرام والي يقول كده يبقى مبيفهمش حاجه لكن الي بييجي بعد الحب هو الي حرام بصي يا ريماس أنك تحبي حد ده ربنا محللة بس بشروط والتزامات أولهم أنك تغضي بصرك عنه مش معنى أنك بتحبيه أنك تبيحي لنفسك النظر له زي ما تحبي وتفضل عينك متبعاه وكمان مينفعش تتكلموا مع بعض أو أنك تعترفيله أو يعترفلك بحبه حبيه في قلبك وبس وادعي ربنا يرزقك حبه لو كان خير ليك ومتعمليش اكتر من كده لكن بقى أنكوا تتكلموا وتقعدوا تحبوا في بعض من غير أي رابط بينكوا ده الحړام الي بييجي بعد الحب الي أقصده في ناس بتتجاوز حدودها يا ريماس من خروجات ومسك أيد وكلام

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات