رواية بقلم ناهد خالد الفصل الثاني
يا عدي في ايه
تحولت ملامحة للجدية وهو ينظر لها متنهدا بعمق قبل أن يبدأ بالحديث
_لازم نتكلم..
تنهدت بعمق وهي تقول باستسلام
تمام .. بس ياريت تنجز عشان وجودنا هنا مش صح ..
ورغم استغرابه من طريقتها الجديدة في التفكير إلا أنه تغاضى عن الأمر وهو يقول
تعرفي بابا فين
قطبت حاجبيها بشدة وهي تطالعة باستغراب فما جاء بسيرة والده الآن ! ومع إصراره البادي على وجهة ليسمع إجابتها غمغمت بخفوت
ابتسامة ساخرة زينت ثغرة وهو يقول
بس بابا ممتش ... وبمعنى أدق منعرفش إذا كان عايش ولا مېت ..
رفعت عيناها تطالع پصدمة واستغراب من حديثه وعبرت عن استغرابها وهي تسأله
يعني ايه
تحرك من أمامها يستند على حافة السور بصمت لثواني قبل أن يبتسم ساخرا وهو يقول
تخيلي أنه اتخلى عنا وأنا عندى 7 سنين .. قرر أنه يتخلى عن مسؤليتنا الي كان طول الوقت شايفها عبء عليه هرب ساب ماما وهرب حتى من غير ما يطلقها ويرحمها مجرد مكالمة تليفون سخيفة بعد كام يوم بيعرفها فيها إنه ببساطة قرر يعيش حياته بعيد عن قرفنا ومسؤلياتنا وخصوصا أن مرتبه مكنش كبير فكان بيروح كله في المصاريف فشاف أنه بيشتغل ببلاش وكل فلوسه رايحه لنا .. ومن غير أي حساب لينا قرر يبعد ويسبنا في وش التيار ونواجه الدنيا لوحدنا .. وقتها ماما اشتغلت في المدرسة وكانت في الأول مدرسة عادية مرتبها مبيكفيش نص مصاريفنا فكانت بتنزل تشتغل في محل هدوم بليل .. طلع عينها لحد ما اترقت في المدرسة بعد كام سنه ومرتبها اتحسن .. أنا فاكره مش فاكر مواقف كتير معاه بس فاكر شكله وكام موقف كده ... وكل ما الوقت كان بيمر بيا كنت بكرهه أكتر .. عشان كده أنا الي قلت لماما لما كنت في إعدادي إن لو حد سأل عليه هنقوله أنه مېت لأنه ملوش وجود في حياتنا ...
عشان كده رافض تتجوز
أومئ برأسه بمرار وهو يجيبها
خاېف ... خاېف أطلع زيه ومقدرش أتحمل المسؤليه .. أنا عمري ما هعمل زيه وأهرب من حياة ابني ومراتي بسهولة كده بس .. بس خاېف أرجع أندم لما الاقي الحمل زيادة عليا .. خاېف مكونش قد المسؤلية وأقصر معاهم بأي شكل ... وكمان صحابي الي اتجوزو كلامهم عن الجواز غير مبشر تماما .. وفي منهم الي طلق ومنهم الي عايش مع مراته بالعافيه ومنهم الي كل يوم والتاني مشاكل وتغضب عند أهلها .. معرفش العيب في مين بس كل ده بيزود خۏفي .
التف ينظر لها بأعين تحتبس بها الدموع
عشان خاېف تضيعي مني .. مكنتش فاكر أنك مهدده بالضياع لكن لما معتز اتقدملك في وقت بينا مشاكل ولقيتك موافقة قلبي اتنفض ووقتها بس عرفت إني معنديش استعداد أخسرك .. أنا في حياتي كلها متعلقتش بحد غير بأمي وبيك .
وبتقولي الكلام ده دلوقتي ليه
نفت برأسها بهدوء وهي تردد
ده مش خوف يا عدي دي عقدة عقدة نفسية اتكونت عندك بسبب الي عمله باباك ... ومش أنا الي هقدر أساعدك .
سألها باستغراب
اوماال مين
دكتور أنت محتاج دكتور نفسي وده مش عيب بالعكس هو أكتر حد هيساعدك ده لو متمسك بيا بجد .
شرد بنظره في نقطة وهمية وهو يردد
دكتور ..
ها طمني الدكتور قالك ايه
تسائلت بها ريماس بلهفة وهي تجلس أمام عدي الذي يطالعها