الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية بقلم ناهد خالد الفصل الثاني

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

أنا موافقة على معتز ..
رددتها ثانية وكأنها تجبر عقلها على استيعاب قرارها وتحاشت النظر له وكأنه غير موجود ..
قبض بيده على يد الكرسي يحاول كبح لجام غيظه منها كي لا يقوم ويكسر رأسها الصلب الذي لا يعرف كيف يفكر ارغم نفسه أن يهدأ وهو يبتسم بإصفرار موجها حديثه لوالدتها متحاشيا إياها 
حضرتك قولتي إن معتز متقدملها .. وهي وافقت ...

أكمل حديثه موجها إياه ل ريماس بنبرة ساخرة 
أسرع موافقة على عرض جواز شوفتها في حياتي ..
رفعت نظرها له تحدجه بنظرات ضائقة غاضبة ليعيد نظره لوالدتها وهو يقول 
أنا كان في حاجه مجألها بقالي فترة لظروف خاصة بس الوضع مبقاش يحتمل تأخير ..
وجه نظره لتلك التي تبعد نظرها عنهما بلا مبالة وأكمل بنبرة جادة 
عشان كده أنا بطلب منك ايد ريماس ..
تصلب جسدها پصدمة ورفعت عيناها بذهول لتتقابل نظراتها المذهولة بنظراته الغامضة لكنها لمحت بها شئ من التحدي ..
أكمل حديثه وهو مازال ينظر بعيناها 
وبما إن معتز سبقني واتقدملها يبقى ليها حق الإختيار ما بينا ...
ضغطت على أسنانها بغيظ ووجنتيها يشتعلان ڠضبا وأردفت قبل أن تتفوه والدتها بشئ 
ماما لو سمحت سبينا شويه ..
أومأت سوسن موافقة ووقفت متجهة لأحد الغرف تارك لهما المجال للتحدث بحرية ...
حلو المزاد ده ..
أردفت بها ساخرة ما إن اختفت والدتها من أمامها طالعها بهدوء وهو يسألها بنبرة جادة 
مزاد ايه مش فاهم ...
مش أنت الي كنت رافض الجواز فجأه كدة بتتقدملي ! ولا عشان معتز سبقك زي ما قولت فشوفت انه ازاي ياخد حاجه المفروض أنها رهن إشارتك ..
قطب حاجبيه باستغراب من حديثها وردد 
ايه كلامك الغريب ده ! من امتى وأنت بتفكري كده!..
تجاهلت سؤاله معيادة سؤالها بإصرار 
جاوبني ايه الي غير رأيك 
تنهد بعمق وهو ينظر لعنادها الجديد عليه وعنادها وطريقتها التي استفزته في الحديث أثارت عناده هو الآخر فقال ببرود 
عادي زي ماكنت مقرر ماتجوزش دلوقتي قررت اتجوز فيها حاجه دي !
تنفست بعمق تهدأ ثورتها التي إن اڼفجرت ستطيح بكل مبادئ الأدب وهي تسبه بأبشع الألفاظ .. استطاعت تهدأت ذاتها وهي تقول 
تمام ... وأنا وافقت على معتز خلاص للأسف جيت متأخر والمزاد قفل .
يحافظ على هدوءه بصعوبة بالغة يحاول التحكم في أعصابه قدر الإمكان كي لا ينفجر بها لم ترى غضبه من قبل وبالتأكيد لن تحب رؤيته ..
طيب ... هعتبر نفسي مسمعتش حاجه وإنك طلبتي مهلة تفكري رغم إني مش عارف تفكري في ايه بس ماشي هسيبلك وقتك .
رد باهتياج 
أنا مش هفكر أنت مبتفهمش ! عدي أنا على تكة إني أطردك بره دلوقتي فأرجوك متستفزنيش ..
أجابها بنفس بروده الذي يكمن خلفه الكثير 
وأنا كمان على تكة وتشوفي ڠضبي الي بجد مش هتحبذيه خالص ..
انتفضت واقفة وهي تشير لنفسها پغضب أعلن عن نفسه 
أنت بتهددني ! هو أنت فاكر إني هسمحلك تتعصب عليا أصلا !...
خرجت سوسن على صوت إبنتها العالي لتهتف بقلق وهي تتجه لهما 
في ايه يا ولاد صوتكم عالي ليه 
هدأت ريماس من نفسها وهي تقول 
مفيش حاجه يا ماما .. عدي ماشي خلاص وراه مشوار مهم .
طالعها بأعين غاضبة وهو يجز على أسنانه بشدة حتى كاد يهشمها لكنه اڠتصب الإبتسام وهو يومئ برأسه عدة مرات قبل أن يهتف ل سوسن 
طيب همشي أنا بقى ... وهتسنى ردكم على طلبي .
أنهى حديثه وهو ينظر لها بتحدي صامت يخبرها أن ما قالته لم يسمعه من الأساس ...
خرج مسرعا بعد أن ألقى تحيته الأخيرة عليهما لتتنهد ريماس بعمق وقد غامت عيناها بالكثير من الحزن يؤلمها قلبها وهي لا تصدق أن هذا حالها وقد تقدم لها من هواه قلبها في وقت آخر وظروف أخرى غير التي حدثت سلفا لكانت الآن محلقة في السماء من الفرحة ولكن كما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن آتى تقدمه لها في وقت لم تشتهيه أبدا ..
هو ايه الي حصل وصوتكم كان عالي ليه 
هتفت بها سوسن ما إن أغلقت باب الشقة خلفه لتنظر لها ريماس بدموع محتبسه وهي تقول 
سيبك منه أنا موافقة على معتز ..
ضحكت والدتها

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات