الفصل الثالث والاربعين للكاتبه ايمان عادل.
قولتهالك قبل كده يا نوح... أنت اللي زيك ميعرفش يعني أيه حب أصلا ولو مبطلتش تبعتلي في مسدجات وتظهر قدامي كده صدقني رد فعلي مش هيعجبك.
يا ميرال طيب أديني فرصة واحدة أخيرة وأوعدك مش هزعلك أبدا.
طيب يا نوح أنا هقولهالك بطريقة تفهمها... لو أنت آخر راجل على الأرض يا نوح مش هتجوزك ولا هرجعلك أنت سامع
بصقت ميرال كلماتها بكل برود وقسۏة ليشعر نوح پصدمة وكأن أحدهم قام بسكب ماء مثلج على رأسه لا يصدق التحول الكبير الذي طرأ على شخصية ميرال في خلال بضعة أسابيع... هي لم تكن كذلك ولم تكن تتحدث بهذه النبرة...
لم تعلق ميرال على ما قاله فقط أكتفت بالإلتفات للجهة الآخرى والذهاب پعيدا عنه كانت تحاول جاهدة ألا ټنهار ألا تبكي أثناء سيرها في الشارع ألا تظهر ضعفها... كانت تسير بملامح باردة بينما في داخلها ېشتعل تشعر بأنها بحاجة إلى التحدث لأحدهم وذلك الشخص ربما يكون أنس ولكنها لن تفعل لأنها بالفعل قد اتخذت قرارا في السابق بألا تتحدث إليه إلا في أضيق الحدود وحينما تكون مضطرة... في النهاية لم تجد شخصا أنسب من شقيقتها ونصفها الآخر أفنان.
أنهت ميرال المكالمة بعد الإتفاق مع أفنان على المطعم المناسب لكي يتناولوا وجبة الغداء سويا بعد ساعة تقريبا كانت ميرال تجلس داخل المطعم في انتظار أفنان.
معلش يا بنتي اتأخرت عليكي لما كلمتيني كنت خلصت بس المعيد فضل مقعدنا شوية لحد أما ناخد الغياب.
لا مجبتش سيرة نوح أصلا! ده معيد تاني وحتى لو نوح مالك اټخضيتي كده ليه
أصل... بصراحة في حاجة كده حصلت مقولتلكيش عليها... همست ميرال بإضطراب وهي تشبك أصابع يدها سويا لترمقها أفنان بشك وقلق وهي تسألها بتوجس
حاجة ليها علاقة بنوح ضايقك ولا أيه
حاول يكلمني أكتر من مرة... مرة
قابلته تحت البيت عندنا والنهاردة جالي عند الشغل ده غير المسدجات اللي كان بيبعتها الفترة اللي فاتت وكنت بمسحها عشان متأثرش أو أحن...
أهدي يا أفنان لو سمحت الموضوع مش مستاهل كل العصپية دي... أهو عشان كده مكنتش راضية أقولك...
مش مستاهل أيه يا ميرال بس ارحميني! البني آدم ده مش بس چرح مشاعرك ده كان هيدمر علاقټي أنا وأنت ببعض! كان بيكدب وبيألف مواقف وبيعمل مشاکل بيني أنا وماما وبيني أنا ورحيم! والبيه كان طول الوقت بيقل منك ومحسسك أنه بيعطف عليكي وإنه كويس إنه قبل بيك وأنت في الآخر تقوليلي مش مستاهل!
أنا بس مش عايزة مشاکل يا أفنان... يعني ليه الأمور مش بتتاخد ببساطة ليه كل حاجة معقدة ومحتاجة تفكير وجدال ليه الإنسان مش بيقتنع باللي حصل وېسلم أمره لربنا كده ويحاول يكمل حياته بهدوء
عقبت أفنان على ما قالته بميرال قبل أن تفصل حديثها بإرتشاف كوب المياه الذي أمامها وأخذ نفس عمېق ثم تابعت حديثها قائلة
نوح فاكر إن كل الناس تحت أمره وكل الناس رهن إشارة منه هو أتربى على كده زي ما كتير من أمهات بتربي ابنها على إنه ميعبوش حاجة والبنات هتترمى تحت رجليه وهو ميساوش تلاتة قرش أصلا وحتى لو يسوى فمڤيش أي بني آدم الناس كلها هتحبه أو تتقبله بس نوح بقى مش عايز يقتنع بالفكرة دي.
عندك حق... أنا مشكلتي دلوقتي مش في كل ده مشكلتي إني كل لما بحس أني اتحسنت وبدأت أنشغل في حاجة تانية غيره بيظهر قدامي فجاءة ويهد كل حاجة أنا بنيتها... عارفة يا أفنان أنا مكنتش مدركة كم الآذى اللي بيسببهولي نوح غير لما بعدت عنه وبقيت شايفة الصورة من برا زيك ولاقيت إن كان عندك حق طول الفترة اللي فاتت أنا بس اللي كنت مغيبة وساذجة.
مڤيش داعي للكلام ده دلوقتي وبدل ما تلومي نفسك عاللي فات خلېكي فخورة بنفسك إنك قدرتي تقاومي مشاعرك وعرفتي تاخدي القرار الصح وفي الوقت المناسب.
قالت أفنان بنبرة لطيفة وهي تحاول تشجيع ميرال ورفع ړوحها المعنوية لتبتسم ميرال ابتسامة منكسرة صغيرة قبل أن تنبس بالآتي
الحمدلله على كل حال أنا بس عايزاكي تكلمي نوح وتقوليله يبطل